الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

"غيوم رمادية من صنع البشر!! "







 وقفة (1)..

 يكثر في مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام ذلك الصنف من البشر الذي يتشح بوشاح الحزن. ويثبّت ربطة  ياقته السوداء بإحكام حول عنقه  ، كأنه قيد ثقيل من الصعب أن ينفك عنه !   البعض تكاد لا ترى بين سطورهم عبارة تنطق بالفرح.. أو صورة بلون الربيع..   أبيات أشعارهم تقطر دمعاً ، لا اعلم إن كانت دموع صادقة أم مجرد دموع تماسيح.   كل ما اعلمه انهم لوثوا الأسطر بلون قاتم..واشعلوا جوا كئيبا .جو بلون الرماد..كتلك الغيوم المخيفة التي نراها في سمائنا . غير أن الفرق بينهما  هو أن غيوم السماء مهما أشعلت فتيل الخوف لدى البعض ، إلا أن دواخلهم قد تستبشر خيرا بما ستحمله من خير بإذن ربها.
   ولكن أي خير تبعثه تلك الأدخنة المتصاعدة من عمق السطور ؟!

   وقفة (2)..

لست هنا اسخر من الحزن أو المحزونين ، كلا والله فما سلمت الدنيا لأحد من الكدر.   لكني أعيب على أولئك الذين سمحوا لطيور الحزن المهاجرة أن تعشش في رؤوسهم ،وقد تنتقل فِراخُها إلى غيرهم!     الحزن طاقة تعطل ملكات التفكير لدى الإنسان ، تشغله بما لن يعود عليه بنفع ولا بفائدة .. لذا كم هو مؤسف هذا الذي نراه في شبابنا.. هذا الاستسلام الواضح أمر مشين.   بل لا  يليق بطاقة كالحزن أن تتغلب على الآلاف من  الطاقات التي حباها الله للإنسان ..  فتسحقها وتخمدها!.
 وفي التاريخ عبرة لمن يعتبر.  فما انهزمت جيوشنا في مواقع كثيرة إلا عندما تفشي  الحزن في نفوس الشباب خاصة . وتمكن من قهرها ، وهو حزن لا يستحق! .
ولم يرد الحزن في القرآن إلا  منهيا عنه ، فالله لا يريدنا أن ننهزِم بهذا الشعور .يريد لخلفاءه في الأرض أن يكونون أقوى .لعلمه سبحانه بآثار الحزن  على الفرد وعلى المجتمع عندما تمتد شبكات الحزن عليه.   كقوله تعالى للمؤمنين "...ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون ". ومخاطبا مريم عليها السلام "فناداها من تحتها ألا تحزني..." وفي قصة موسى عليه السلام: "ورجعناه لأمه كي تقر عينها ولا تحزن... "
  أنحزن والله أمرنا بأن لا نفعل ؟ 

 وقفة(3)..

  هناك من يجعل من اللفظ الحزين ديدن له ، حتى وان لم يكن هو كذلك..  يرفل في نعم كثيرة ولكن لأنه يعاني من أمر بسيط تراه ينسى كل النعم ويعلن للعالم اجمع بأنه ذو حظ تعس!!  عجبا كيف يستقيم هذا الحال ؟ كيف للبعض أن يصل لهذه الدرجة من نكران النعم!  -اسأل الله أن لا نكون منهم-    لقد قال الله جل في علاه "وقليل من عبادي الشكور " أفلا نصبر على محنة لا تساوي شيء ونحمد الله لنكون من هذا القليل!    أخاف أن يصيبنا بجحودنا لنعم لله ما أصاب تلك القرية التي حكى لنا الله إنها كانت هانئة مطمئنة يأتيها رزقها من كل مكان ، فلما كفرت بأنعم لله أذاقها الله لباس الجوع و الخوف! .    ذات يوم اشتد بي التفكير في هذا الأمر ، رحت أسائل نفسي "يا ترى لما كل هذا الحزن الجاثم في نفوس البشر ، لما كلما فتحت  موقع اجتماعي أشاهد الكثير  من ذلك النوع الذي تنفر منه حدقتا عيني!  ".   قررت سؤال احدي الأخوات التي نادرا ما كانت عبارات الحزن تغادر تلك المساحة المخصصة للتعبير عن الحالة في برنامج "الواتس أب"
 عن سبب تلك العبارات الحزينة ، ضحكت وقالت مؤكِدة : "لاشيء لكنها تعجبني "!
 تعجبها!!  عجبا هل هناك من يستلذ طعم الحزن! ؟

 وقفة(4)..

 في المقابل هناك دائما أرواح قوية ، لا تعبأ بالمحن ،بل  تنظر إلى كل محنها بأنها منح ربانية وهذا مصدر قوتها.  أسبوعين لي  من التدريب في المستشفى ، رأيت فيهما مريض قضى -و لا يزال - شطرا كبيرا من عمره بين أقسام المستشفى ،ربما لم يرى ما عداها ، نظرا لصعوبة خروجه منه ، تكالبت عليه  أمراضٌ كثيرة  ، الشلل النصفي ،الفشل الكلوي ، صعوبة في  الكلام ، ورغم ذلك والله في ذينك الأسبوعين لم أشاهده إلا مبتسماً ! ، يتكلم بروح لم ترهقها وطأة المرض.. ورغم انه ودع شبابه وهو حبيس ذلك المكان ، واستقبل شيخوخته فيه ، إلا انه كان قويا في نظري ، أقوى بكثير من أولئك المعافين في أجسادهم المرضى في نفسياتهم!  ..
 "سالم" ، هذا هو اسمه ولعل في هذا الاسم خيرا له ، فهو حقا سالمٌ من شبح الحزن الأسود! .
 تحية إكبار لمثل هذه الأرواح.
  إن كنت معافى لا تشكو من شيء فلا يحق لك التذمر ، الصحة نعمة عظيمة لا يشعر بها إلا فاقدها ، ولذا قال الحبيب أنها نعمة مغبون فيها كثير من الناس!.
 وإن لم تقتنع بهذا زر اقرب مستشفى وانظر لحال المرضى ، وقد تتعلم منهم الصمود.. وتتعلم منهم اكثر من هذا "الحمد" لله واهب المنن و الإحسان.

 وقفة (5)...

 لاشيء في هذه الحياة يستحق أن نطيل الحزن عليه..   أحوال الدنيا تتبدل من حال إلى حال ، انت حزين اليوم ؟ إذن ثق بأن الله رحيم وهو لن يدعك تحزن طوال حياتك ، سيأتي فرج منه غداً .  دعونا نشن حملة قوية في وجه هذه الطاقة السلبية التي تنخر بنيان المجتمع إذ توهن قِوى اعظم موارده وهم "البشر ".

ولنسخرها في جانب آخر نقطف فيه الثمار..
  نعم احزن على تقصيرك في حق ربك وجعلها بداية نحو تغيير افضل.
 احزن إن فترت همتك ،وتكاسلتَ عن السير في درب النجاح ، واجعل من هذا الحزن نقطة ثم سطر جديد تعلن فيه بأنك لست مستعد لان تحزن اكثر بسبب إهمالك.
احزن لأجل المظلومين واجعل من حزنك أداة تذكرك بأن تفعل شيئاً لآجلهم . لكي لا تكون ميت الشعور.
ولكن إياك أن تحزن لتتهاوى في حزنٍ أكبر.

  و أخيرا ،، لنقشع تلك الغيوم الرمادية التي أخفت عنا جمال الحياة. فالسماء تبدو أجمل بزرقتها..  أدام الله الأفراح في قلوبكم ،، و ألهمكم الصبر في وجه صرُوف الحياة.. وأمدكم بطاقة لا تُطفئ شُعلتها موجةُ حزنٍ عابر.   

الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

أسئلة متزاحمة









سيل من الأسئلة المتزاحمة تعصف بذهني ،، ترحل دفعة وتتولد أخرى..
وبذا يظل موردها ينبض باستمرار..

تحيرني كثيرا ، و أجدني أُسائل ذلك العامل في مصنع الخيال القابع في ذلك الركن المنير أن كان قد تفنن في إخراجها بنفسه.. فالكثير منها تتولد هكذا في لحظة تأمل ،، في لحظة أخال نفسي أعيش في عالمي الذي احب..

تلك الأسئلة المشاكسة بدوامتها التي لا تهدأ . احبها بل أعشقها إذ تعطي للحظاتي اكثر متعة.. ولا انكر كم أني ضحكت تعجبا من بعضها!
هي صديقتي التي أعلنت بعناد أنها ستظل بقربي دائما..

وهل أقدر على جفاء الأصدقاء ؟ لا ، وبكل صدق لا.

في درب السلام ستشرق شمسنا








سأحلم بذلك اليوم الذي أرى فيه أم الدنيا تستبدل ثوب الحزن بثوب يضاهي الربيع جمالاً ،،

وسوريا بجمال الوحدة تعلن للعالم اجمع انه ليس للباطل أية جولة رابحة..

والعراق الجريح يضمد الجروح ويعلي من جديد راية "الله اكبر "ويعود منارة العلم ومنبر العلماء..

وبلاد المغرب قاطبة تعود لها قوة الحق كقوة أمازيغها بالأمس البعيد.
وبلادي كلها من أقصى شرقها إلى أقصى غربها تتوحد ،وينهض من جديد وطن عربي يعيد بناء العروبة ويرجع حقها الذي تخاذل عنه مدعوا ألإصلاح..

وارى بعد هذا كله جيوش تزحف للأقصى الحزين تحمل البشرى معها ، تنادي بصرخة الإباء : لم ننساك يا قضية الأمة.. لم ننس قلبك الموجوع يا فلسطين.

وسأظل احلم بغد مشرق ، فلن يقتل ظلام اليوم يقيني بنصر لله أبداً.