كتب اعجبتني

(رواية السجينة )..


انتم طلقاء ... هل تسمعونني؟ إنكم طلقاء...أحرار...!
هكذا صرخ جلادهم بالأمس.

أحرار؟ ماذا تعني هذه الكلمة ؟ منذ لحظة فقط كنا مازلنا سجناء ، وها هم لتوهم يعلموننا بأننا غدونا احرارا... وبأن كابوسنا يوشك على نهايته.. في ثانية لاغير يعيدون إلينا حريتنا التي إنتزعت منا طوال مايناهز عشرين سنة ...في ثانية فقط ينقلب الشيء إلى ضده ... يالله ما اوهن الشعرة التي تفصل بين الأشياء ... التي تخضع لمشيئة الملك ومزاجه !.

هذا كان ردة فعل مليكة اوفقير التي زج بها وهي في 18 من عمرها في غياهب السجون الصحراوية. بعد ان قضت سنوات طفولتها 11 كأميرة في قصر الملك الذي تبناها والده .مع علائلتها المكونة من سبعة اشخاص اصغرهم طفل في الثانية من العمر . لا لشيء سوى انهم ابناء ذلك الرجل السياسي الذي حاول الإنقلاب على الملك والذي وجد حتفه بسبب فعلته.
15سنة قضوها بعيدا عن كل مايمت للحياة بصلة .تحت الأرض دفنوهم احياء في ظروف تخلوا من الإنسانية. تمكنوا من الهرب بعدها ولكن اضيفت لهم خمس سنوات زيادة من السجن في سجن ذهبي هذه المرة وبزعم إعطائهم الحرية.
لفظهم المجتمع المغربي وكأن عودتهم للحياة نذير شؤم وبصعوبة بالغة تمكنوا من تقبل فكرة انهم ولدوا من جديد.
فقد كانت أشعة الشمس تجرح اعينهم التي إعتادت على الظلمة ، وكانت الأصوات في الحياة تمزق أذانهم التي لم تكن تلتقط اي ذبذبة صوتيه!.
ولكن هذه الأميرة التي سلب منها شبابها تعترف في النهاية بقولها : " إن التجربة التي خضتها داخل السجن كانت أغنى ألف مرة من تجارب آخرين خارجه. لقد إختبرت الوجه الآخر للحياة من ألم وخوف ورعب ومعاناة وجوع ، وبرد .... تعلمت ماذا تعني الحياة وماذا يعني الموت . وتأملت مليا في الخلق والكون . واكتشفت نفسي ومن اكون .وايضا ما اكون ... علمني السجن أن الإنسان اقوى من الظلم والقهر والطغيان والحرمان والتعذيب والمستحيل.
إني لأرثي لكل هؤلاء البشر الذين يعيشون خارج قضبان السجن ، ولم تتسن لهم الفرصة ليعرفوا القيمة الحقيقة للحياة.
ورغم انهم لم يطيقوا الحياة في وطنهم ( المغرب ) الذي جردهم من حريتهم إلا ان حبهم كان يتغلغل في  داخل قلوبهم حتى وهم في منفاهم البعيد.


تستحق القراءة فعلاً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



مذاق الصبر << عشت مع قصة كفاح تستحق الاحترام ، كفاح في سبيل التصاالح مع الإعاقة وتحدياتها. شاب في مقتبل العمر رسم لنفسه احلام كأي شاب ليجد نفسه في لحظات مشلول الجسد !رغم انه لايزال يفكر بعقلية الانسان السليم. اثبات الذات وتخطي نظرة المجتمع القاصرة كانت اهم تحديات الإعاقة. ذاكرة المكان والزمان تتجلى في هذه الرواية التي هي سيرة ذاتية لصاحبها.


مقتطفات من الرواية :

1- "رسخ في نفسي الايمان بأن حياتنا ستظل تحتفظ بسمات الإنسانية مهما طغى عليها ضجيج الآلة ونفذ الى كل زاوية من زواياها ".

2- "الخسارة بعد المقاومة تختلف عن الخسارة من دونها ..انها نصر من نوع آخر ، لا يعرف معناه الا من جربه".

3- "ان الشعور بأهمية الذات والتصالح معها يشكل أساس علاقة المرء بالآخر".

4- "الوعي العلمي ومدارك العقل هما وراء تحويل الهزيمة الى نصر والضعف الى قوة ".




ليست هناك تعليقات: