ما
أحوجنا
في
هذا
العصر
الذي
نعيشه
،
وفي
ظل
تحول
العالم
اليوم
إلى
قرية
كونية
صغيرة،
إلى
فهم
الثقافات
الأخرى
التي
تشاركنا
العيش
على هذه
الأرض
،
وحتى
يتسنى
لنا
فهم
الشعوب
لابد
لنا
من
فهم
نمط
التفكير
الذي
يسود
في
مجتمعاتها
،
والعقلية
التي
يحاول
بها
الإنسان
التعايش
مع
مختلف
جوانب
الحياة.
ولأن
الحياة
الفكرية
لأي
شعب
من
الشعوب
حياة
تراكمية
لا
يمكن
فصل
ماضيها
عن
حاضرها
فإن
دراسة
الفكر
القديم
يقودنا
إلى
معرفة
القواعد
الفكرية
الأساسية
التي
ربما
لا
تزال
تلقي
بظلالها
على
طبيعة
الفكر
الحالي
.
كما
أننا
كأفراد
كثيرا
ما
نطرح
على
أنفسنا
أسئلة
فلسفية
حول
هذا
الوجود،
من
أنا؟
ولماذا
أعيش؟
وكيف
ينبغي
أن
أعيش؟
وغيرها
من
الأسئلة
التي
قد
لا
نجد
لها
جوابا
لحظيا
وافيا،
ولأن
مثل
هذه
الأسئلة
الوجودية
مشتركة
بين
كل
البشر
فإنه
من
الجيد
الاطلاع
على
تجارب
الآخرين
ومحاولتهم
للإجابة
عليها.
فمنذ
أن
وجد
الإنسان
على
هذه
الأرض
وهو
في
صراع
من
أجل
البقاء،
وقد
دفعته
رغباته
وفضوله
إلى
التأمل
في
هذا
الكون
الذي
يعيش
فيه،
ولعل
هذه
التأملات
كانت
هي
المنطلق
الأساسي
للفكر
الفلسفي.
إذ
أن
قصة
الفلسفة
باختصار
هي
قصة
التأمل
البشري
في
الحياة،
ومشكلات
الحياة
هي
نبع
الفلسفة
ومحك
اختيارها
وفي
كتاب
الفكر
الشرقي
القديم،
يحاول
مؤلفه
جون
كلر
تقديم
رؤية
واضحة
الملامح
حول
طبيعة
ذلك
الفكر
البشري
الذي
وجد
في
الجزء
الشرقي
من
هذه
الأرض،
بعد
أن
ساد
اعتقاد
مفاده
أن
الفكر
الفلسفي
لم
يعرف
إلا
في
اليونان
على
يد
طاليس
ومن
جاء
بعده
من
الفلاسفة،
ولعل
في
هذا
الاعتقاد
ظلم
كبير
للفلاسفة
الشرقيين
الذين
سخّروا
حياتاهم
كلها
في
سبيل
تنوير
العامة
في
مجتمعاتهم
وتحسين
الحياة،
هادفين إلى رقي الإنسان
والمجتمع.
وقدم
كتابه
هذا
لأجل
أن
ينير
القارئ
ويبصره
بطبيعة
الفكر
الشرقي
،
حتى
يتمكن
من
فهم
العقلية
الشرقية
وأهم
المشكلات
الفلسفية
الأساسية
لدى
الشرقيين،
مؤكداً على
تميز
الفكر
الشرقي
بطابعه
الخاص
الذي
يختلف
عن
الفكر
الفلسفي
الغربي
المغالي
في
التجريد
والبعد
عن
الواقع،
في
حين
أننا
كما
سنرى
من
خلال
ها
الكتاب
أن
الفكر
الشرقي
منبثق
من
الواقع
ومتصل
به
لدرجة
أن
الشرقيين
أنفسهم
يرفضون
مسألة
الفصل
بين
الفلسفة
والواقع،
فالفلسفة
الشرقية
لم
تكن
حكرا
على
الفلاسفة
فقط
،
إذ
حرص
العامة
على
فهم
الحياة
وممارسة
التعاليم
الفلسفية.
قسم
كلر
كتابه
على
ثلاثة
أجزاء،
تحدث
في
الجزء
الأول
عن
الفلسفة
الهندية،
مضمنا
فيه
تسعة
فصول،
طارحاً
في
أولها
أهم
السمات
السائدة
في
هذه
الفلسفة،
ولعل
أهم
ما
اتسمت
به
الفلسفة
الهندية
بعد
الثراء
والشمول
هو
طابعها
العملي
إذ
أنها
نشأت
نتيجة
لتأملات
فلاسفة
وحكماء
الهند
ومن
محاولاتهم
لتحسين
الحياة.وأوضح
أهم
دوافع
هذه
الفلسفة
العملية
والتأملية،
فبالنسبة
للدوافع
العملية
تمثلت
في
التعرف
على
الأشكال
المألوفة
للمعاناة
من
مرض
وجوع
ووحدة،
والعلم
بأن
الموت
سيحل
في
نهاية
المطاف
بمن
حلت
المعاناة
بساحته،
أما
على
الصعيد
النظري
فقد
تمثلت
دوافع
هذه
الفلسفة
في
حب
الاستطلاع
الإنساني
الفطري،
وبين
المؤلف
هنا
ماهية
المعاناة
في
الفلسفة
الهندية،التي
كانت
نتيجة
لوجود
هوة
بين
ما
يملكه
الإنسان
وما
يريد
أن
يملكه،
أو
بين
ما
يكونه
المرء
وما
يريد
أن
يكونه،
وكيف
تعاملت
الفلسفة
الهندية
مع
المعاناة
البشرية،
وماهي
الحلول
التي
اقترحتها
لأجل
للتغلب
على
المعاناة،فقدمت حلين
أولهما
يكون
بالسعي
وبذل
الجهد
لكي
يصل
المرء
للحالة
التي
يريدها،
والحل
الثاني
يكون
بالقضاء
على
الرغبة
الأساسية
للحصول
على
تلك
الحاجة،
وشددت
الفلسفة
الهندية
على
هذا
الحل
لأنه
يستوجب
قدر
كبير
من
ضبط
النفس
وتهذيبها،
وكلما
كان
الإنسان
أقدر
على
ضبط
جماح
نفسه
كلما
كان
أقدر
على
التغلب
على
المعاناة،
وبالتالي
تتحقق
السعادة
والحياة
الخيّرة.
كما
قدم
المؤلف
في
الفصل
الثاني
من
هذا
الجزء
لمحة
تاريخية
عن
الفلسفة
الهندية،
مشيرا
إلى
أنها
تعود
إلى
1500
ق.م
،
وكانت
بداية
هذه
الفلسفة
عبارة
عن
تأملات
فلسفية
تعود
لـ
(الريج
فيدا)
وهو
الكتاب
الهندوسي
المقدس
الذي
يتضمن
مجموعة
من
الأناشيد
لتمجيد
الآلهة
وترانيم
تصاحب
تقديم
القرابين
لها،
وتناول
مسألة
الغموض
الذي
كان
هالة
تلف
هذه
الفلسفة
فكان
من
الصعب
تتبع
الفلسفة
الهندية
زمنيا،
ولأن
التاريخ
الهندي
حافل
بأمور
بعيدة
عن
الدقة
والوضوح
فيما
يتعلق
بالأسماء
والتواريخ
فكان
يتم
التركيز
على
مضمون
الفكر
بينما
كان
التركيز
على
الأشخاص
والأماكن
محدود
للغاية،
لهذا
في
كثير
من
الحالات
لا
يعرف
من
هو
المسؤول
عن
فلسفة
بعينها،
فعندما
يكون
مؤلف
فلسفة
ما
مجهول
يكون
الزمان
بالقرون
وليس
بالسنوات
والتأليف
ينسب
إلى
مدارس
وليس
إلى
أشخاص.
كما
أوضح في
هذا
الفصل
أهم
فترات
تطور
التراث
الفلسفي
الهندي.
وفي
الفصل
الثالث
من
الفلسفة
الهندية
يتعرض
الكاتب
لذكر
أهم
مصادر
الفلسفة
الهندية
وهما
(الفيدا
والأوبانيشاد)
والفيدا
هو
الكتاب
الهندوسي
المقدس،
بما
فيه
من
أناشيد
وترانيم
مختلفة
وألحق
به
الأوبانيشاد
الذي
يتضمن
مجموعة
من
المحاورات
التأملية
التي
دارت
بين
الفلاسفة
وتلاميذهم،
حيث
كانت
نصوص
كلا
من
الفيدا
والأوبانشياد
هما
مصدر
الإلهام
لدى
الفلاسفة،
إذ
أنها
تحمل
الكثير
من
الأفكار
التأملية
والتصورات
حول
طبيعة
النفس
والواقع،
وتطرق
المؤلف
أيضا
إلى
ذكر
أهم
ملامح
ثقافة
السند
التي
كانت
منبع
الكثير
من
الأفكار
التي
امتزجت
مع
الفكر
الآري
الذي
انتقل
إليها
بعد
ذلك
مكونا
بذلك
المزيج
الثقافة
الهندية
القديمة.
أما
في
الفصل
الرابع
فقد
حاول
كلر
أن
يكشف
العلاقة
بين
الفلسفة
الهندية
والمجتمع،
مسلطا
الضوء
على
الكيفية
التي
يمكن
بها
تنظيم
المجتمع
وحياة
الأفراد
فيه
من
خلال
تأملات
الحكماء
وأقوال
الفلاسفة،
بحسب
ما
نصت
عليه
نصوص
الفيدا
والأوبانيشاد،
وموضحا
في
الوقت
ذاته
كيف
لعبت
المعرفة
المنقولة
إلى
عامة
الشعب
من
الفلاسفة
والعرافين،
والمتمثلة
في
القصص
الخرافية
والحكايات
والقوانين
دور
مهم
في
حياة
الشعب
الهندي
إذ
كانت
بمثابة
الإرشادات
التي
ينبغي
على
المجتمع
أن
يسير
على
هداها
والمثل
العليا
لنوعية
الحياة
التي
يمكن
أن
تنظم
المجتمع.
ولأن
المرء
لا
يمكن
أن
يحقق
قدر
من
التنظيم
في
حياته
إلا
بوجود
أهداف
واضحة،
فإن
الفلسفة
الهندية
قدمت
أربعة
أهداف
إنسانية
ينبغي
أن
يسعى
كل
مرء
إلى
تحقيقها،
فقد
رأت
أن
بتحقق
هذه
الأهداف
يصل
المجتمع
إلى
حالة
الرخاء،
ويحقق
المرء
هدفه
الوجودي.
وهذه
الأهداف
تمثلت
في
العيش
الفاضل،
وتوفير
وسائل
الحياة
المناسبة
وتحقيق
لمتعة
ومن
ثم
تحرير
النفس.
وبين
اهم
القواعد
الأساسية
التي
وضعتها الفلسفة الهندية لتحقق
الحياة
الكاملة،
والتي
تعين
المرء
على
إجابة
سؤال
(كيف
أعيش
الحياة
الخيّرة؟).
ولكي
نتمكن
من
فهم
الكيفية
التي
يتم
بها
تنظيم
المجتمع
الهندي
كان
لابد
من
التطرق
إلى
الطبقات
الاجتماعية
التي
بُني
عليها
المجتمع
الهندي،
والطوائف
الاجتماعية
التي
توجد
فيه،
موضحا
دور
الانتماء
الطبقي
والطائفي
في
تحديد
الحقوق
والواجبات
لكل
فرد
من
أفراد
المجتمع،
وتحديد الأهداف
التي
يجب
أن
يحققها
الأفراد
حسب
الطبقة
الاجتماعية
التي
ينتمون
إليها،
وبالتزام
كل
طبقة
بالأهداف
الموكلة
إليها
يتحقق
التكامل
في
الحياة
والتوازن
في
التظيم
الاجتماعي،
بالإضافة
إلى
وجود
أخلاقيات
عامة
يلزم
بها
الجميع
بدون
استثناء،
متمثلة
في
اللأذى
وكبح
جماح
النفس
ومسامحة
الآخرين...إلخ.
مشيرا
إلى
مراحل
الحياة
الثلاث
التي
يمر
بها
الإنسان حتى
يصل
إلى
المرحلة
التي
يتحرر
فيها
من
العالم
المادي
ويتمكن
فيها
من
فهم
ذاته
كليا،
ويتمكن
فيها
من
تحقيق
درجة
عالية
من
ضبط
النفس.
وعالج
الفصل
الخامس
من
الكتاب
العلاقة
بين
النفس
والعالم
المادي
الذي
تعيش
فيه
بما
في
ذلك
العالم
الموضوعي
الذي يتكون من
ذوات
أخرى
وأشياء
تجريبية،
وتطرق
إلى
ذكر
أهمية
النفس
باعتبارها
أكثر
واقعية
من
العالم
المادي
مثلما
تشير
نصوص
الأوبانيشاد،
وتحدث
عن
مفهوم
السبيية
وكيف
تطور
العالم
من
خلال
مسبب
واحد،
وذكر
أيضا
أساليب
ضبط
النفس
ومن
أهم
تلك
الأساليب
هي
اليوجا
التي
تعد
وسيلة
مهمة
جدا
في
الفلسفة
الهندية
لتحقيق
الحكمة
التي
يتم
من
خلالها
القضاء
على
الجهل،
جهل
المرء
بذاته.
أما
في الفصل
السادس
فقد
ألقى
الكاتب
الضوء
على
العلاقة
بين
المعرفة
والواقع،
وكيف
يمكن
للمعرفة
التي
نمتلكها
أن
تبصرنا
بطبيعة
الواقع
الذي
نعيش
فيه،
وكيف
يمكن
أن نتأكد
من
أن
المعرفة
التي
لدينا
عن
الواقع
هي
معرفة
فعلا
وليست
مجرد
رأي
خاطئ؟
أي
هل
تكشف
المعرفة
عن
الواقع
فعلا
أم
لا؟
مشيرا
إلى
دور
الحواس
في
نقل
الصورة
الحقيقة
للواقع
أو
تشويهها،
وانتقل
بهذا
إلى
الحديث
عن
المعرفة
الحسية
كأحد
أهم
أنواع
المعارف،
وتطرق
أيضا
إلى
ذكر
أهم
وسائل
الحصول
على
المعرفة
مثل
الاستدلال
والمقارنة.
ويتحدث
الفصل
السابع
عن
التغير
والواقع،
وتأثر
الفلسفة
الهندية
بشكل
كبير
جدا
بتعاليم
الأوبانيشاد،
وتعرض
إلى
ذكر
الاختلافات
بين
المذاهب
الفلسفية
حول
نظرتها
للواقع،
وتضارب
وجهات
النظر
في
هذه
المذاهب
حول
وحدة
الواقع
أو
تعدديته،
والاختلاف
في
تحديد
ماهي
الواقع
المطلق.
وما
علاقة
الذات
بالواقع
الذي
تعيش
فيه
من
منظور
كل
مذهب
فلسفي.
ويتطرق
الكاتب
في
الفصل
الثامن
للحديث
عن
تطورات
الآلهة،
موضحا
تجليات
الإله
في
الواقع،
ومدى
إمكانية
إدراك
هذا
الإله،
ذاكرا
دور
التصور
الحسي
في
إدراك
تجليات
الإله
من
خلال
التنبيه
بوجوده
والإحساس
الداخلي
أو
الإيمان
بوجود
الإله.
كما
تحدث
عن
أهم
الآلهة
الثلاث
في
الديانة
الهندوسية
وكيف
أن
لكل
إله
بعدا
مختلفا
عن
الآخر،
فالإله
فيشنو
مثلا هو
القادر
على
الحفاظ
على
الحياة،
بينما
شيفا
فهو
القوة
المدمرة
التي
تنحي
القديم
وتعطي
المجال
لكل
ما
هو
جديد
،
وكالي
الطاقة
الإلهية
التي
تتضمن
قوة
التغيير...إلخ.
ويتحدث
الفصل
التاسع
عن
أهم
فلاسفة
التجديد
الذين
أسهموا
بشكل
كبير
في
دراسة
النصوص
الفلسفية
القديمة
وتجديدها
وإحياء
تعاليمها،
وأبدعوا
في
تقديم
تفسيرات
جديدة
لها،
ورغم
تأثير
الغرب
في
الفكر
الهندي
في
القرنين
التاسع
عشر
والعشرين
إلا
أنهم
تمكنوا
مع
هذا
التأثير
من
تجديد
هذا
الفكر،
ومن
الفلاسفة
الذين
يتعرض
لهم
هذا
الفصل:
موهانداس
غاندي
الذي
حاول
أن
يستفيد
من
الفكر
الغربي
الحديث
في
تجديد
النظام
الأخلاقي
القديم
محاولا
بذلك
تقديم
أساس
للإصلاح
الاجتماعي،
وراداكرشان
وأورويندو.
ويسلط
المؤلف
في
الجزء
الثاني
من
كتابه
الضوء
على
الفلسفة
البوذية،
في
ستة
فصول،
مبتدأ
بالحديث
عن
التعاليم
الأساسية
في
الديانة
البوذية
التي
تهدف
إلى
التغلب
على
مختلف
أشكال
المعاناة
التي
يواجهها
الإنسان
في
مراحل
حياته
المختلفة،
ويمكن
التعرف
على
هذه
التعاليم
من
خلال
التعرف
على
حياة
بوذا
الذي
أوجد
مجموعة
من
الحقائق
النبيلة
التي
تحمل
في
مضمونها
الرسالة
الأساسية
للبوذية،
ومن
خلالها
يمكن
للمرء
أن
يتعرف
على
المعاناة
وأسبابها
وكيفية
التغلب
عليها،
ويتطرق
إلى
ذكر
الطريق
الوسط
الذي
توصل
إليه
بوذا
لأجل
التغلب
على
المعاناة
وما
يتضمنه
هذا
الطريق
من
مبادئ
ثمان
أساسية،
لابد
على
المرء
أن
يستند
عليها
في
سبيل
مواجهة
المعاناة.
أما
الفصل
الثاني
من
هذا
الجزء
فهو
يتناول
اهم
الاعتبارات
التاريخية
في
الديانة
البوذية،
وكيف
أن
كون
المرء
بوذي
يعني
التزامه التام
بالتعاليم
البوذية
التي
أشار
إليها
بوذا.
وعن
وضع
الهند
قبل
أن
تدخل
إليها
الديانة
البوذية
وتمتمزج
مع
أفكارها
الفلسفية،
كما يتطرق إلى أهم
المجالس
التي
عقدت
بين
الرهبان
البوذين
والفلاسفة
بعد
موت
بوذا
والتي
قامت نتيجة
لاختلافهم
في
قواعد
ضبط
النفس
التي
حددها
بوذا.
ويتحدث
المؤلف
في
هذا
الفصل
أيضاعن
أهم
المدارس
الفلسفية
البوذية
التي
انقسمت
ما
بين
مدارس
واقعية
ومدارس
مثالية.
بينما
يعالج
الفصل
الثالث
طبيعة
النفس
حسب
التعاليم
البوذية،
متطرقا
إلى
ذكر
أهم
مذهبين
في
البوذية
وهما
اللانفس
والزوال،
اللذان
يتضمنان
التعاليم
الأساسية
للتعاليم
الأخلاقية
الدينية
في
البوذية،
معتمدان
بشكل
كبير
على
مبدأ
(النشوء
المعتمد
على
الغير)
الذي
يوضح
أن
كل
موجود
يتغير
على
نحو
مستمر
معتمدا
على
كل
شيء
آخر.
ويتناول
الفصل
أيضا
شرح
للمبادئ
الأساسية
في
البوذية
وتحليل
لطبيعة
النفس.
أما
الفصل
الرابع
فإنه
يعرض
وجهات
النظر
المختلفة
للمدارس
البوذية
حول
الواقع،
طارحا
وجهات
نظر
عدة
مدارس
وهي
(الفيبهاشكا،
السوترانتيكا،
المدهياميكا،
اليوجاكارا)،
موضحا
قبل
ذلك
أهم
سمات
النظرية
البوذية
فيما
يتعلق
بالعالم
والنفس.
وتناول
الفصل
أيضا
أهم
الحجج
التي
استندت
عليها
بعض
هذه
المدارس
في
التأكيد
على
وجهة
نظرها،
كما
تطرق
لنظريات
المعرفة
التي
توضح
كيفية
الوصول
إلى
فهم
واضح
للواقع
متناولا
أهم
الأراء
المتضاربة
حول
هذه
المعرفة.
ويقدم
لنا
الفصل
الخامس
أحد
النماذج
العملية
التي
تطورت
عن
البوذية
في
الصين
والتي
تمتد
جذورها
التاريخية
إلى
الهند،
فيما
يعرف
ببوذية
زن
التي
يعود
تراثها
إلى
بوذياراما
المعلم
الصيني
الأول
،
التي
تتميز
بطابع
خاص
إذ
تعتمد
على
التجربة
والتطلع
المباشر
في
الطبيعة،
وترى
أن
التعليم
الحق
لا
ينتقل
عبر
النصوص
وإنما
مباشرة
من
خلال
شخص
قدير
،
ضليع
بها،
والزن
ما
هي
إلا
طريقة
حياة
وليست
مجموعة
من
التعاليم،
لذلك
فهي
لا
تتعلق
بالمعتقدات
وإنما
بالفعل.
ويتناول
الفصل
أهم
أهداف
زن
وكيفية
ممارستها
وأهم المبادئ
التي
ينبغي
أن
يستند
عليها
المريد
في
تعلمه
لزن.
ويتحدث
الفصل
السادس
عن
أهم
خصائص
الثقافة
البوذية،
موضحا
فيه
كيف
لعبت
التعاليم
الدينية
الفلسفية
للبوذية
دور
في
حياة
الحضارات
التي
تعمقت
فيها،
فإذا
كانت
البوذية
قد
ابتدأت
من
النيبال
موطن
بوذا
الأول
إلا
أنها
لاقت
إنتشار
واسع
في
مختلف
المناطق
مثل
سيرلانكا
وتايلند
وكمبوديا
ولاوس
والتبت
والصين
واليابان
وفيتنام
وغيرها
وما
ذلك
إلا
للخصائص
التي
اتسمت
بها
والتي
لاقت
رواج
كبير
وتقبل
من
قبل
مختلف
الشعوب،
ومن
بين
الخصائص
التي
يتحدث
عنها
الفصل
الكرامة
الإنسانية
والاتعلق
بالماديات
والتسامح
تجاه
كل
الديانات.
ومن
ثم
ينتقل
الكاتب
في
الجزء
الثالث
من
الكتاب
إلى
الحديث
عن
الفلسفة
الصينية
التي
ارتبطت
بالسياسة
بشكل
كبير-
ولعل
الدوافع
التي
كانت
وراء
ظهور
الفلسفات
الصينية
دور
في
تشكل
تلك
الرابطة
-
مقدما
للقارئ
في
الفصل
الأول
من
هذا
الجزء
أهم
الخصائص
الأساسية
للفلسفات
الصينية
المتمثلة
في
مبادئ
الكونفوشيوسية
والتاويه
والكونفوشيوسية
الجديدة
والتي
لعبت
دور
مهم
في
تشكيل
حياة
الشعب
الصيني،
وأوضح
اهم
أهداف
هذه
الفلسفة
التي
ركزت
على
الإنسان
بدرجة
كبيرة،
مؤكدة
على
أهمية
المحافظة
على
الحياة
الإنسانية
العظيمة
ورعايتها،
مصنفةً
عظمة
الإنسان
إلى
نوعين
عظمة
داخلية
وخارجية.
كما
عرض
هذا
الفصل
أبرز
أفكار
كونفوشيوس
الفلسفية.
وطرح
الكاتب
في
الفصل
الثاني
أهم
ملامح
الفلسفة
الصينية
مسلطا
الضوء
على
الأوضاع
الاجتماعية
والسياسية
التي
عاشتها
الصين
قبل
عصر
كونفوشيوس،
وتعاقب
الأسر
الحاكمة
على
الصين
وكيف
أثرت
كل
أسرة
على
طبيعة
الفكر
الصيني،
إلى
أن
جاء
عصر
كونفوشيوس
ومعه
بدأت
تتضح
معالم
الفكر
الفلسفي
الذي
اهتم
بالإنسان وبرقيه،
ولكنه
لم
يكن
الفكر
الفلسفي
الوحيد
في
الصين
بعدها
إذ
ظهرت
الفلسفة
التاوية
وأخيرا
الكونفوشيوسية الجديدة.
ويتناول
الكاتب
في
الفصل
الثالث
الفلسفة
الكونفوشية
بتعمق
أكثر،
موضحا
في
البداية
طبيعة
الفترة
الزمنية
التي
عاش
فيها
كونفوشيوس،
والدوافع
التي
كانت
وراء
تأملاته
الفلسفية.
ويقدم
أفكار
كونفوشيوس
حول
الإنسانية وماهيتها،
وما
هي
قواعد
السلوك
التي
تدعم
الإنسانية.
ويتناول
الفصل
الرابع
الفلسفة
التاوية،
موضحا
المبادئ
التي
قامت
عليها
وأهم
أفكارها
الفلسفية،
والدوافع
أو
لنقل
الظروف
التي
مهدت
وساهمت
في
تشكلها،
أضف
إلى
ذلك
تطرق
الكاتب
إلى ذكر
اهم
أوجه
الاختلاف
بين
الفلسفة
التاوية
والكونفوشيوسية.
وتحدث
أيضا
عن
اهم
التعاليم
الأخلاقية
والاجتماعية
لهذه
الفلسفة
والمبادئ
التسعة
التي
تتضمنها
فيما
يتعلق
بالحياة
الإنسانية.
ثم
ينتقل
الكاتب
في
الفصل
الخامس
إلى
الحديث
عن
الكونفوشيوسية
الجديدة،
وأهم
التحديات
التي
واجهتها
،
وأهم
الأفكار
الفلسفية
والتعاليم
التي
تضمنتها،
كما
تطرق
إلى
ذكر
المؤسس
الأول
للكونفوشيوسية
الجديدة
(
شوتون
آي)
وتلامذته
الذين
قاموا
بتطويرها
وتعديلها
من
بعده.
وأخيرا
ينهي
الكاتب
هذا
الجزء
بالفصل
السادس
الذي
يقدم
فيه
أهم
ملامح
الفكر
الصيني
الحديث،
وكيف
أن
لحرب
الأفيون
والهزيمة
التي
لحقت
بالصين
آنذاك
دفعت
الصينيين
إلى
اتخاذ
موقف
حاسم
بشأن
طبيعة
الفكر
السائد
في
المجتمع
الصيني،
فكانت
الأوضاع
السيئة
التي
عايشتها
الصيني
مولد
رئيسي
للتساؤل
الذي
شغل
الصينيين
وهو
(
مالذي
يعيب
تراثنا
بحيث
يسمح
للقوى
الأجنبية
بإلحاق
الهزيمة
بنا؟
وحكمنا
بهذه
السهولة؟)
ولأن
الإجابة
لم
تكن
واضحة
تعددت
الآراء
في
هذا
الشأن،
لهذا
طرح
الكاتب
في
هذا
الفصل
أهم
خمسة
مفكريين
صينيين
كان
لهو
أثر
كبير
في
تغيير
شكل
ومسار
التنمية
في
الصين
في
القرن
20.
عبارات مضيئة
:
عبارات من الجزء
الأول (الفلسفات
الهندية)
- اليوجا
مهمة لتحقيق الحكمة التي يتم من خلالها
القضاء على الجهل، فمن خلالها تصبح الروح
أكثر قدرة على الانفصال عن المادة التي
تسبب المعاناة.
العنف هو تعبير
عن الخوف ، والغضب ينشأ من الضعف ويحاول
أن يعوض عن ذاته، فالعنف لا يؤدي إلا إلى
المزيد من العنف ومن ثم يزيد من ضعف الفرد
والمجتمع ، غير أن الحب يدعو إلى المزيد
من الحب ويقوي كلا من الذات والآخرين.
عبارات من الجزء
الثاني (
الفلسفات
البوذية)
لا تخلو الحياة
من المعاناة فهي بعيدة عن الكمال، ولكن
قليلون هم أولئك الذين يبحثون عن أسباب
هذه المعاناة التي تصادفهم ويحاولون
القضاء على هذه الأسباب.
الحقائق النبيلة
في البوذية هي :
هناك
معاناة في هذا العالم ، للمعاناة أسباب
، المعاناة يمكن التخلص منها من خلال
التخلص من أسبابها ، السبيل إلى القضاء
على المعاناة هو اتباع الطريق الوسط.
ملذات المرء
التي تكون على حساب الآخرين لا تجلب
المعاناة للآخر فقط وإنما للنفس أيضا.
عبارات من الجزء
الثالث (
الفلسفات
الصينية)
الحضارة والثقافة
الصينية تقومان على أساس فلسفي تشكل من
مبادئ الكونفوشيوسية والتاوية والكونفوشيوسية
الجديدة، ومنها تشكلت حياة الشعب ومؤسساته.
الاختبار الحقيقي
للفلسفة هو قدرتها على تحويل دعاتها إلى
أشخاص عظام.
التأكيد على
العظمة يؤدي إلى التأكيد على الأخلاق
والحياة الروحية، فالروح وليس الجسم هي
الجانب المهم في الوجود البشري.
من تعليمات
كونفوشيوس :
أنجز
للناس ما كنت حريا بإنجازه لنفسك.
عناصر
القوة
والضعف:
إن
الطرح
المتعمق
الذي
قدمه
جون
كلر
في
كتابه
حول
الفكر
الشرقي
القديم
ينم
عن
إطلاعه
الواسع
على
هذا
الفكر،
ودراسته
الواسعة
في
هذا
المجال،
فلم
يكتفي
بجوانب
محددة
في
كل
فلسفة
وإنما
اهتم
بتناول
مختلف
المواضيع
المتعلقة
بالفلسفة
بدءا
من
أهدافها
وتعاليمها
وصولا
إلى
أهم
المذاهب
الفلسفية
المرتبطة
بها.
الرأي
الشخصي
في
الكتاب:
تعمق
المؤلف في جذور كل فلسفة من الفلسفات التي
قدمها في الكتاب، تعين القارئ على فهم
اهم المشكلات التي تعالجها كل فلسفة، كما
يمكن للقارئ بعدها أن يربط كل تلك الفلسفات
ببعضها حتى يستطيع أن يخرج بأهم نقاط
الالتقاء بين فلسفات الشرق المذكورة في
هذا الكتاب، كما أن تقديم أهم أفكار
الفلاسفة الذين برزوا في الشرق وتوضيح
أهم تعاليهم ورسالاتهم الفلسفية تجعل
القارئ قادرا على فهم العقلية الشرقية
القديمة، وفهم نمط الحياة في تلك المجتمعات.
والجميل
في هذا الكتاب أنه استطاع ان يظهر رابط
الصلة بين الفلسفة والواقع، وكيف يمكن
للتعاليم الفلسفية أن تصبح ممارسة فعليا
في حياة الشعوب.
ولكن
الصعوبة
التي
واجهتها
في
هذا
الكتاب
تكمن
في
الترجمة
التي
جعلتني
استغرق
وقت
طويل
في
قراءة
بعض
الفقرات
لأستوعبها،
واحتواءه
على
الكثير
من
المصطلحات
الفلسفية
القديمة،فعلى
الرغم
من
وجود
معاني
لهذه
المصطلحات
في
الهامش
إلا
أن عملية الرجوع للخلف ومن ثم العودة إلى النص مزعجة نوعا ما.
الخلاصة:
إذا
ما أردت الإبحار في رحلة إلى الفكر الشرقي
المتعمق فعليك بهذا الكتاب، لأنه سيحاول
إخبارك فيه عن أراء الفلاسفة الشرقيين
فيما يتعلق بالحياة الاجتماعية، والحياة
الدينية والروحية والسياسية أيضا، ومن
خلال المسائل الفلسفية التي عنيت بها كل
فلسفة تستطيع أيها القارئ أن تفهم أهم
الأمور التي كانت تشغل الناس قديما، وكيف
كانوا يحرصون على مواجهة مشكلات الحياة
التي تتشابه دائما بإسقاط عنصري الزمان
والمكان، فما من مجتمع إلا ويهدف إلى
الرقي والنهضة وهذا ما كان يحاول الفلاسفة
أن يقدموه لمجتمعاتهم.
ويمكنك
أن تجد فيها إجابات فلسفية حول الحياة
الخيّرة وطبيعة النفس، وكيفية ضبطها
لتصبح أكثر قدرةً على التحكم من شهواتها
ورغباتها التي قد تسبب لها المعاناة!
ويمكنك
أن
تقرأ
قبله
كتاب
"
المعتقدات
الدينية
لدى
الشعوب"
لـجفري
بارندر،
ففيه
توضيح
واسع
لأهم
المعتقدات
في
الهندوسية
والبوذية
والصين،
والتي
يمكن
أن
تعينك
في
فهم
مادة
هذا
الكتاب.