اليوم وبينما كنت اعمل في المطبخ سقطت مني في الارض قطرة عسل.
لم أبادر بإزالتها بسرعة بل أكملت عملي ، وعندما أتيت لأزيلها و انضف الأرض شاهدت تجمعا غفيرا من النمل حول قطرة العسل
وقبل أن اسحق الجميع بالمنديل الذي كان في يدي أخذتني الرحمة بها
و حدثتني نفسي : " لما هذا العنف ، يمكن ابعادها بطريقة اكثر لطفاً"
أخذت بنصيحتها فلم انهي على حياتها لمجرد غزوها لبقعة صغيرة. قررت تقريب المنديل المبلل بالماء من جموع النمل حتى تبتعد من تلقاء نفسها. وفعلا نجحت الخطة .
ما إن فعلت ذلك حتى تفرق الحشد واضطربت العزيزات خوفا و هلعاً.
لم يبق في الساحة سوى بضع نملات لقين حتفهن في قطرة العسل التي كانت بمثابة جبل لذيذ من الذهب لأعينهن الصغيرة. وقفت برهة احدق فيها و أخذت أتأمل فيها. أتعرفون لما ماتت تلك النملات دون البقية ؟
لأنها كانت طماعة !
رغبتها في الحصول على اكبر قدر من العسل جعلها تجازف و لا تلق بالاً لمنطقة الخطر
وكانت النتيجة هي التصاقها الذي قيدها حتى الموت ، أما البقية ممن قنعن بما هو قريب منهن ، تجمعن حول محيط القطرة وعندما قربت المنديل كان الهروب بالنسبة لهن أمر سهل. قد تقولون: وماذا في ذلك ؟ هي مجرد نمل لا تملك عقلاً لتفكر وتربط الفعل بالنتيجة ولكن.. قال اصدق من قال: " وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون " سورة الأنعام (38).
أي نعم ، هناك من البشر من يعميه الطمع ، فيغرق في بحر الملذات ، يغرف من هذا وذاك بدون أي تفكير فلا تكون النتيجة لصالحه. ❎❎
وكذلك الذي لا يلق بالاً للحدود الربانية . فيتخطاها بعناد . لا لشيء سوى طمعا في متاع دنيا زائل ، ناسياً قول الحق جل في علاه : ومن يتعد حدود الله فؤلئك هم الظالمون ' ظالم لنفسه بطمعه ، وظالم لغيره بأخذه لأكثر من حقه. لنتعقل قليلا و نسيس الأمور بحكمة و اتزان لكي لا نلق نفس مصير النملة الطماعة.
[[ قد نختلف في تفسير حال النملة ولكنني اعتقد أننا سنتفق في المضمون ]] .
دمتم بود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق