الأربعاء، 24 يوليو 2013

النملة الطماعة




  اليوم وبينما كنت اعمل في المطبخ سقطت مني في الارض قطرة عسل.
 لم أبادر بإزالتها بسرعة بل أكملت عملي ، وعندما أتيت لأزيلها و انضف الأرض  شاهدت تجمعا غفيرا من النمل حول قطرة العسل
 وقبل أن اسحق الجميع بالمنديل الذي كان في يدي  أخذتني الرحمة بها
 و حدثتني نفسي   :  " لما هذا العنف ، يمكن ابعادها بطريقة اكثر لطفاً"

  أخذت بنصيحتها فلم انهي على حياتها لمجرد غزوها لبقعة صغيرة.    قررت تقريب المنديل المبلل بالماء من جموع النمل حتى  تبتعد من تلقاء نفسها.    وفعلا نجحت الخطة .

   ما إن فعلت ذلك حتى تفرق الحشد واضطربت العزيزات خوفا و هلعاً.
  لم يبق في الساحة سوى بضع نملات لقين حتفهن في قطرة العسل التي كانت بمثابة جبل لذيذ من الذهب لأعينهن الصغيرة.    وقفت برهة احدق فيها و أخذت   أتأمل فيها.   أتعرفون لما ماتت تلك النملات دون البقية ؟
   لأنها كانت طماعة !
   رغبتها في الحصول على اكبر قدر من العسل جعلها تجازف و لا تلق بالاً لمنطقة الخطر

  وكانت النتيجة هي  التصاقها الذي قيدها حتى الموت  ، أما البقية ممن قنعن بما هو قريب منهن ، تجمعن حول محيط القطرة وعندما قربت المنديل كان الهروب بالنسبة لهن أمر سهل.   قد تقولون:  وماذا في ذلك ؟ هي مجرد نمل لا تملك عقلاً لتفكر وتربط الفعل بالنتيجة   ولكن..  قال اصدق من قال:  " وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون " سورة الأنعام (38).
 أي نعم ، هناك من البشر من يعميه الطمع ، فيغرق في بحر الملذات ، يغرف من هذا وذاك  بدون أي تفكير    فلا تكون النتيجة لصالحه. ❎❎
وكذلك الذي لا يلق بالاً للحدود الربانية .  فيتخطاها بعناد . لا لشيء سوى طمعا في متاع دنيا زائل ، ناسياً قول الحق جل في علاه : ومن يتعد حدود الله فؤلئك هم الظالمون '  ظالم لنفسه بطمعه  ، وظالم لغيره بأخذه لأكثر من حقه.   لنتعقل قليلا و نسيس الأمور بحكمة و اتزان  لكي لا نلق نفس مصير النملة الطماعة.

 [[ قد نختلف في تفسير  حال النملة ولكنني اعتقد أننا سنتفق في  المضمون ]] .

دمتم بود.

الثلاثاء، 16 يوليو 2013

الحب يسود





  (الحب يسود) قصة قصيرة .       

أحببتُ الليل كشيء جميل.  يبعث في النفس راحة و سكينة  .   كنت كلما هممت بالنوم افتح ستار النافذة المجاورة لسريري و أتأمل تلك المخلوقات المشعة . التي تزين  وشاح السماء.  أنا و النجوم و رفيقنا القمر نتبادل سويا أحاديثاً شتى .أراني أغيب معهم في غياهب عالم آخر.  حيث أجد لأحلامي الصغيرة متنفسا لديهم.   ذات يوم  أزحت ستار النافذة وقد خبئت لأصدقائي البعيدين في عتمات الليل حكايات ممتعة ، ولكني تفاجأت بأن السماء صماء بعتمتها القاتمة. لا تنطق بشيء!!.  خرجت ابحث عنهم علني أجد أحداً منهم  يفسر لي سبب هذا  الغياب المرعب.  هالني ما رأيت عوضا عنهم ، إذا بالكون يلتحف السواد . وكأنه اعلن الحداد ! .  زاغت عيناي اذ أبصرتا كمّاً هائلاً من الدمار في كل بقعة .  جرتني قدماي إلى اللا مكان.  شاهدت طفلا يمد لي يده التي لم تكن   سوى عظم رقيق التصق به جلد شاحب.   كان ممسكاً بوعاء قذر . فهمت انه يطلب العون.  لم أُسقط في وعائه سوى الدموع.  وركضت بقوة. وهبتني إياها ذرات الأسى التي أشعلتها حالة الطفل المؤلمة في داخلي .  وقفت بعد ذلك  لألتقط أنفاسي المضطربة.  فإذا بي أمام حشد غفير. الكل يصرخ و يهدد بكلمات لا أفهمها .مشيت بحذر بجوار القوم وعندما ابتعدت بما يكفي إذا بالصراخ يعلو اكثر ،فبدت مني التفاته وجلة . فإذا بها معركة شرسة قد أعلنتها طلقات نارية دوت  بصوت كبير.    أكملت سيري وقد تملكني  الذعر.  صُوِبَت نحوي سهام عدة. سهام منبعثة من آلاف العيون التي كانت تحدق بي كأنني كائن غريب.    تلك امرأة مسنة أسندت ظهرها في جدار خرب. وقد أمسكت بطرف حجابها لتمسح دموعاً استعاضت بها عن كل الكلمات. إذ أن الكلمات ذاتها قد أتعبتها لكثر ما أخرجتها ولم تلق لها  أي صدى.  وهناك عن يميني امرأة ثكلى تضم طفلا بعمر الزهور تضرج بدماء ثخينة ، تاركا جسده الصغير في حضن الأم المفجوعة ،  أما روحه فقد حلقت بعيدا عن الأرض الملوثة بجراثيم الظلم و الفساد.   

و عن يساري شبحٌ لرجل مكبل بالقيود .  عيناه تحدقان في اللاشيء. وقد رسم في وجهه المتعب ابتسامة غامضة كأنه يبعث بها رسالةً لسجّانه الذي كان يمشي أمامه بعجرفة و غرور . ذلك الغرور الذي ينقلب إلى ذعر مشوه بغضب كاذب. حينما تبصر عيناه المختبئتان خلف نظارة سميكة أؤلئك الأقزام الصغار الذين راحوا يقذفونه بحجارة صغيرة.  و هم يطالبون بفك سراح الأسير الذي بدا وكأنه غير عابئ بكل ما يجري .  رحت ألتهم المسافات.  وعيناي تذرفان دمعاً لأجل كل من رأتاه.  

  و إذا بي فجأةً ابصر وميضا مشعا في السماء.  رحت اجري بسرعة و كلي شوق لرؤية أصدقائي الذين جئت ابحث عنهم. لعلهم ينتشلوني من هذا  الحزن الجاثم في كل زوايا الأرض.   ولكن حدسي لم يكن  في محله ، فما إن اقتربت حتى رأيت لهيبا مشتعلا . وفي لحظات أصبحت  كريشة تتطاير في مهب الريح.  لم اشعر إلا و  جسدي يتهاوى في قعرٍ سحيق.  

 فتحت عينان بتعب . دوارٌ وصداعٌ يفجران رأسي المثقل بكل الأحداث التي تخزنت فيه .  حاولت استيعاب الصور  المتراقصة أمام عيناي.     لقد اختفى البؤس.  اختفت ذبذبات الحزن و الصراخ التي كادت تقتلني.   ساعدتني قواي التي بدأت تذبل في الوقوف من جديد.  وجدت نفسي أسيرُ في عالم آخر.  الضوء لم يُعدم في هذا المكان .لكنه كان مزعجاً ، وحل مكان الصراخ المشحون بالغضب صراخ من نوع آخر . صراخ يتعالى بمجون في أرجاء المكان.   لهو وطرب . ضحكات علت بلا استحياء فوق دموع المرأة المسنة التي رأيتها قبل قليل.  

  كلا لم يكن هذا العالم الذي قُذِفتُ فيه أفضل حالا. هذا الصخب لم يروق لي.  بل راح يحارب طبلة أذني ليخترقها!!   مشيت بإرهاق و قد أغلقت أذناي بأصابعي .ضغطت عليهما بشدة لكي تختفي الأصوات ،وأنعم بقليل من الهدوء.   صرختُ وصرَختْ معي نفسي المشحونة بذرات الألم "أيا ليل التناقض انجلي".   استيقظت من نومي و أنا مذعورة ، إذن كان مجرد حلم ليس أكثر .   تنفست الصعداء و أمسكت بالستارة لكي أسامر القمر كعادتي ، ولكني تريثت قليلا وقد أفزعتني فكرة  تحول الحلم إلى حقيقه .  أبعدت الشكوك عني و أزحت الستارة.   رأيت القمر منيراً ، بدا باكتماله كبلورة مضيئة ، تذهب بلب الناظر إليها.   ابتسمت و قلت له:  انت هنا إذن لم تختفِ .  حدثتهُ عن حلمي المرعب و كيف بدا العَالم بوجهين. كم كان  قاسياً و مرعباً. 

  لم يُجِب علي . محتفظا بهدوئه المعتاد.   تأملته طويلا.  وراعتني رؤية مسحة الحزن التي بدت عليه .  ساءلت نفسي عن  سبب ذلك الوجه الحزين الذي لم يستطع نوره أن يخفي ألمه.   أجابتني:  وكيف لا يكون حزين و هو يرى ما رأيتِه في حلمك و اكثر!   يرى دماءً تستباح..  و نفوس تضطهد..  يشهد ذلك الكم الهائل من النفاق في العالم.  وكيف غدا البشري ذئبا شرسا يسفك دم أخيه ؟ يسمع ضجيج البشر و يرى تقلب أحوالهم.  أولا يحزن بعدها ؟  

كدت  أغلق الستارة ، لولا ذلك النور اللطيف الذي بعثه القمر إليّ.   قال لي باسماً : مهلك لا تغادري بوجه عابس هكذا .  ما يجرى في العالم مؤلمٌ حقا ، ولكن هذا لا يعني انه سيدوم .     الكون مليء بالمتناقضات..وهي سنة الله فيه.   خير و شر ، أمن و حرب ، جمال و قبح.   زاد من نوره وهمس: وليل و نهار.   ضعي هذا في الاعتبار ،  إقلبي المعادلة ، وتذكري ( الحب يسود ) فالخير هو اصل الوجود.  و ما الشر إلا  ضيفٌ ثقيل .استوطن في البلاد و العباد ، ولكن لا بد للمستوطن الغريب أن يرحل يوماً.   الحب يسود يا صديقتي  ، حتما سيسود.  

 تمــت.  



الاثنين، 8 يوليو 2013

خيط مضيئ في وسط الظلمة.



شارع موحش.
ظلام يعزف مقطوعة الحرمان.
وحفيف أوراق شجر  يتراقص في الهواء . يتطاير  ليضفي على الليل ليلاً أخر !!
وقف وحيدا ، شامخا ، يتحدى بنوره أشباح الظلام التي راحت تقاتل بعناد تلك السهام الضوئية التي يصوبها نحوها.
بدا في موقفه ذلك كأن قرونا طوال قد مرت على وقفته!
ذات يوم كان ملاذا للكثيرين ، من المحرومين والضعفاء و للجياع و الحزانى، حتى أولئك الغاضبين سمح لهم بتسديد اللكمات المشحونة بالقهر  و الغضب لجسده الهزيل ، فمجرد وجودهم حوله خلق له الوجود!

أما اليوم صار المكان خاليا إلا  من تلك الحشرات المفتونة حتى النخاع بالدفء اللذيذ الذي يتيحه لها ،هي وحدها اليوم من جادت عليه بزياراتها المضطربة !.

مالذي تغير ؟! لما لم يعد هناك من يؤنسه ؟
تذكر ذلك اليوم الذي تركه فيه سكان الحي بلا رجعه . عندما جاء ذلك الكائن الغريب من الفضاء ، ليشعل الأرض بلهيبه المخيف للحظات   تاركا خلفه الرماد. رماد الأجساد المحترقة و المنازل المهدمة !

لم يدري لم بقي هو وحيدا ؟!
لماذا لم يأخذه ذلك الزائر الغريب مع الآخرين ؟

كان قد شاخ كثيراً ، حتى قوته في مصارعة تلك  الأشباح المعانِدة قد ضعفت .
وبينما هو تائه في حيرته وتساؤلاته اليائسة ، إذا بجسد دافئ يلتصق بذراته الحديدية  ، نظر إلي الأسفل فإذا بها قطة صغيرة ، جاءت لتحتمي به ، شاكية له قسوة الليل البارد .

شعر بأن قدومها قد أشعل  نشاطا محببا في جسده المرهق الذي غزاه الصدأ . ورأى أشباح الظلام تتوارى خوفا لعدة مترات .
أدرك أن بقاءه صامدا حتى هذه اللحظة كان لأجل هذه القطة البائسة . ابتسم بنوره المنتشي فرحا . أيقن الآن انه مهم رغم كل شيء .
وما هي إلا لحظات حتى بدأت خيوط الفجر تتسلل إلى الأرض . معلنةً بقدومها عن انحسار الليل و إشراق شمس صباح جديد . فخبأ نورَهُ ليعيد إخراجه أقوى وأقوى بعد أن احتواه الأمل .

فمهما عتمت الحياة من حولك ، وفقدت الشعلة المضيئة التي تمدك بالإصرار ، لا تستسلم . فقط تذكر أن مجرد بقائك حياً نعمة ٌتستحق الشكر . وأن هناك من يحتاج إليك  وأنت ربما لا تعلم ذلك .

وتذكر أنك لم تخلق عبثا أيها المخلوق المكرم .

الأحد، 7 يوليو 2013

الحياة بعيدا عن التكلف





أرتني شيئا من ممتلكاتها ،أبديت إعجابي صدقا ..
ولكن كان كل ما ارتني إياه بسيطا وعادي بالنسبة لي ، ما أثار إعجابي هو ذلك الرضى الذي قرأته في بسمتها ، وسرورها الذي علا وهي ترد على إطرائي بكلمة شكر .. 
جميلة هي البساطة ، هذه البساطة التي افتقدتها في محيطي
البساطة تولد انشراحا في الصدر وراحة في البال ..

لو أن كل الناس تحلوا بالقناعة - في الأمور التي لا نملك قدرة على تغييرها -  لما رأينا إنسان مهموم  في هذه الحياة .

فالهموم وليدة التطلع لكل ما هو باهظ الثمن حتى و إن كنا لا نملك  ثمنه ، نتكلف في الحياة ونحن في المقابل لا نستفيد كثيرا  من ذلك الذي تكلفنا لأجل الحصول عليه !.

مقيتة هذه الثقافة السائدة في مجتمعاتنا ، فحتى الفقير بات ينفق لأجل بهرجات الحياة ، خوفا من أن يعيش في زمن بات يضج بالمتناقضات !!
ناسيا بذلك أن العيش الرغيد لا يكمن في مجاراة القوم ولكن في عيش الحياة كما هي ، كل حسب إمكاناته وقدراته وحسب ما تقتضيه الفطرة السوية للحياة ! .

كن طََمُوحاً




سأبذل جهدي ..
واستعين قبل ذلك بربي..
حلمي ينتظرني في نهاية دربي..
فلست أعبأ بعد ذلك بتعبي..
في قلبي يقين بأن جهدي محال أن يضيع ..
لذا فإني أشق طريقي في الحياة بعزم لا يلين..
فلست مجرد إنسان أتى الى هذه الحياة وسيخرج منها كما أتي .. 
مغزى القصة اكبر بكثير ..
قصة آلإنسان لا بد ان تحوي ما يميزه حقا عن سائر الخلائق 
فلا يجب أن يرضى بالدون وهو المخلوق المكرم  ، عليه أن لا يقنع بالوقوف على هامش 
الحياة خوفا من مزاحمة الآخرين !!
ناسيا حقيقة مهمة ، ألا وهي أن طريق التميز ليس مزدحما ، وأن الكلمة التي يمكن أن تحركه كما حركت الناجحون قبله هي " أكثر قليلاً " 
لذا سأحاول أن أكون في القمة ، ففي القاع ازدحام شديد لا يروق لي .
ممسكة بحبال لله المتينة . التي تحوي من الوعود الربانية ما يطمئن فؤادي 
" وما ربك بظلام للعبيد "  
" إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا " 
 " فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين "
 " ولا تيأسوا من روح لله انه لا ييأس من روح لله إلا القوم الكافرون "
 " وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون " 
" ولسوف يعطيك ربك فترضى " 
ليكون شعاري : " توكلنا على الرحمن إنّا وجدنا الفوز للمتوكلينا "



ابتسم فكل شيء خير






كلما تذكرت رحمة الله .. أشعر بالخجل من نفسي و بالحياء من الله .

كيف لنا أن نسخط و ننسى الشكر  ، نسخط لأمر معين متناسين كل النعم الأخرى التي نرفل فيها ، نعم و الله لن نحصيها !

" لو علمتم كيف يقدر الله لكم الأمور لبكيتم خجلا " . والله لو أُُُعطينا الفرصة لأن نختار أقدارنا لن نختار أحسن مما قدره الله لنا ، سبحانه في كل شيء له حكمة . وما من مصيبة تحل عليك أو عسر  يواجهك إلا و تأكد أن بعد بعد العسر  عُسرين . أليس حريا بنا بعد هذا أن نداوم على الحمد في كل حال ؟ .
وقد قال الحبيب عليه افضل الصلاة  و السلام : "  عجباً لأمر المؤمن كله خير ، إن أصابته سراء شكر ، وإن  أصابته ضراء صبر " .

سبحانك ما عبدناك حق عبادتك لك الحمد ربي على كل شيء.

السبت، 6 يوليو 2013

الإنسانية





رغم صعوبة أعمالهم، وضاعة رواتبهم ، وسوء المعاملة التي قد يصادفونها ، تراهم باسمين يكافحون لأجل البقاء ، أوليست الحياة  لوحدها منة عظيمة ؟
ونساء بعمر  بعمر أمهاتنا ، يعملن حتى يحاربن شبح الفقر المخيف.وإن اضطررن الى العمل تحت حرارة الشمس ، و للتعامل مع مواد التنظيف التي لا تخلوا من الخطورة على اياديهن و اعينهن ، ولكن هذه هي الحياة وهكذا يجب أن يكون الكفاح .


فما عذرنا نحن لنعبس في وجه الحياة ونتأفف من مشقة واجباتنا ونحن المرفهون الامنون!
لنتأدب في تعاملنا معهم ، فبنظرة  إزدراء ، بإعلاء اصواتنا عليهم ونحن نمثل دور الأسياد عندما  نلقي بأوامرنا عليهم . ناسين او ربما متناسين قول الفاروق : " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم  أحرارا ً؟! ".
كذلك بالمرور بقربهم دون إلقاء ولو تحية بسيطة عليهم  . تحية لن تكلفنا اي شيء ولكنها من جهتهم  لها اثر كبير ، كلها امور تزيد من شعورهم بوطئة مشقة الحياة عليهم .

أحد العاملين المغتربين قال : لو علم ولدي أي معاملة أتلقاها في سبيل حصولي على المال الذي يعينه على إكمال دراسة الطب ، لأصرّ على ترك الدراسة !


فرفقا بالغرباء .. رفقا بالفقراء ..رفقا بمن يجاهد حتى الرمق الأخير  لأجل الحصول على أجر زهيد يحميه من شظف العيش . ويحفظ به عيشة كريمة لمن هم تحت رعايته .

رفقا بهم يا اخوتي رفقا .

وشكرا لكم أيها العاملون.
شكرا لذلك الدرس الجميل الذي تعلمونا اياه بصبركم و جهدكم . شكرا بحجم الكون كله لعطائكم .

الجمعة، 5 يوليو 2013

خذ من الشيخ الكبير حكمة





 "خذ من الشيخ الكبير حكمة"




ذات مساء ذهبنا لزيارة جدي ، وهو شيخ كبير في التسعين من العمر ، كان ممسكا بمصحفه الكبير يتلو سورة الحاقة بخشوع.
نظر إلينا بإبتسامته الوقوره وقال : لا ارى جيدا ولكن اريد اقرأ قليلا .
ثم عاد إلى مصحفه.
كانت اصابع يده ترتعش عيناه تجاهدان لكي تمسكان بوميض حروف المصحف الشريف.
لم يتعلل بضعف بصره ولا بوهن صحته وآلام الشيخوخه، بل راح يرتل ويرتل وهيئته تبعث في النفس الهيبه والإحترام. تراه متفكرا فيما يتلوا مطمئنا ساكن النفس. كيف لا وذكر الله قد اخذ منه جل وقته .
ياه اين منه نحن الشباب؟ هجر للقرآن وإبتعاد عن الذكر. الا نخجل من انفسنا قليلا! ماعذرنا ونحن نملك الطاقه والقدرة والوقت!.

ورأيت شيخا اخر يتكئ على عصاه مجاهدا في جر قدميه إلى المسجد قبل وقت الصلاة بدقائق عدة ، يريد ان يكون من السباقين ، قائلا لشيخوخته لن تكوني عائقي عن صلاتي في المسجد. في الوقت الذي تجد فيه الشباب القادر لاهيا عنها !.

لنأخذ من المسنين تلك الحكمة التي تنطق بها احوالهم " إعمل مادمت قادرا فلا تدري كيف سيصير بك الحال غدا . اليوم انت قادر ولكن تذكر ان الأحوال تتبدل .
وكل يشيب على ما شاب عليه".
عل الله يرحمنا ، فالسعيد من إتعض بغيره