الاثنين، 8 يوليو 2013

خيط مضيئ في وسط الظلمة.



شارع موحش.
ظلام يعزف مقطوعة الحرمان.
وحفيف أوراق شجر  يتراقص في الهواء . يتطاير  ليضفي على الليل ليلاً أخر !!
وقف وحيدا ، شامخا ، يتحدى بنوره أشباح الظلام التي راحت تقاتل بعناد تلك السهام الضوئية التي يصوبها نحوها.
بدا في موقفه ذلك كأن قرونا طوال قد مرت على وقفته!
ذات يوم كان ملاذا للكثيرين ، من المحرومين والضعفاء و للجياع و الحزانى، حتى أولئك الغاضبين سمح لهم بتسديد اللكمات المشحونة بالقهر  و الغضب لجسده الهزيل ، فمجرد وجودهم حوله خلق له الوجود!

أما اليوم صار المكان خاليا إلا  من تلك الحشرات المفتونة حتى النخاع بالدفء اللذيذ الذي يتيحه لها ،هي وحدها اليوم من جادت عليه بزياراتها المضطربة !.

مالذي تغير ؟! لما لم يعد هناك من يؤنسه ؟
تذكر ذلك اليوم الذي تركه فيه سكان الحي بلا رجعه . عندما جاء ذلك الكائن الغريب من الفضاء ، ليشعل الأرض بلهيبه المخيف للحظات   تاركا خلفه الرماد. رماد الأجساد المحترقة و المنازل المهدمة !

لم يدري لم بقي هو وحيدا ؟!
لماذا لم يأخذه ذلك الزائر الغريب مع الآخرين ؟

كان قد شاخ كثيراً ، حتى قوته في مصارعة تلك  الأشباح المعانِدة قد ضعفت .
وبينما هو تائه في حيرته وتساؤلاته اليائسة ، إذا بجسد دافئ يلتصق بذراته الحديدية  ، نظر إلي الأسفل فإذا بها قطة صغيرة ، جاءت لتحتمي به ، شاكية له قسوة الليل البارد .

شعر بأن قدومها قد أشعل  نشاطا محببا في جسده المرهق الذي غزاه الصدأ . ورأى أشباح الظلام تتوارى خوفا لعدة مترات .
أدرك أن بقاءه صامدا حتى هذه اللحظة كان لأجل هذه القطة البائسة . ابتسم بنوره المنتشي فرحا . أيقن الآن انه مهم رغم كل شيء .
وما هي إلا لحظات حتى بدأت خيوط الفجر تتسلل إلى الأرض . معلنةً بقدومها عن انحسار الليل و إشراق شمس صباح جديد . فخبأ نورَهُ ليعيد إخراجه أقوى وأقوى بعد أن احتواه الأمل .

فمهما عتمت الحياة من حولك ، وفقدت الشعلة المضيئة التي تمدك بالإصرار ، لا تستسلم . فقط تذكر أن مجرد بقائك حياً نعمة ٌتستحق الشكر . وأن هناك من يحتاج إليك  وأنت ربما لا تعلم ذلك .

وتذكر أنك لم تخلق عبثا أيها المخلوق المكرم .

ليست هناك تعليقات: